لازالت الحركة الكشفية حركة تربوية:
لقد أسهم الكشافون في التنمية لبعض الوقت..وفي كل من الدول النامية والدول الصناعية.ومع ذلك فانه لما كان الهدف من التنمية هو تحسين مستوى المعيشة فان هدف الكشافين أساسا هو هدف تربوي.ومن المهم أن نفهم ذلك..
عندما نخبر الناس عن مدى مساهمة الكشافين في أنشطة التنمية..فإنهم قد يصابون بالدهشة والذهول..فبعضهم قد لا يصدق ويعتقدون أن الكشفية قد نسيت طبيعتها وتقاليدها وإنها أصبحت وكالة للتنمية وهذا ليس هدفها..
بعضهم لا يصدق –إنهم لا يستطيعون أن يفهموا كيف يستطيع كشافون في سن الرابعة عشرة أن يسهموا بشكل ما في تنمية مجتمعاتهم..إلا ربما في أشياء بسيطة مثل زراعة الخضروات..
البعض الآخر يصدق..وهم بذلك سعداء..
ومع ذلك فقد مرت عدة سنوات على<قرار طوكيو> الخاص بدور الكشافة في التنمية.انه من الضروري أن نوضح ما يعنيه هذا القرار..وما هي متضمناته ولهذا راي المؤتمر أن التنمية هدف مهم في البرنامج الكشفي في كل من الدول الصناعية والدول النامية..
إن تنمية المجتمع عملية تتم داخل المجتمع ويشترك فيها كل أعضائه.إنها عملية تؤثر فيهم كأشخاص وتبدأ بفهمهم لما يواجههم من مشكلات..ولما كانت هذه المشكلات قائمة<مثال:-نقص المياه النقية أو بئر مياه ملوث>…إن فهم هذه المشكلات يؤدي إلى التخطيط والتنظيم واتخاذ ما يلزم من إجراءات ربما وغالبا بدون الاستعانة بمصادر خارجية أو أحيانا بالاستعانة بها لحل هذه المشكلات <مثال:-حفر بئر أو إقامة مصنع للاستفادة من المخلفات بطريقة فعالة>..
نتيجة هذه العملية لن تكون فقط مياه نظيفة وصحة أحسن بل وزيادة في الوعي والإدراك والثقة والمهارات داخل المجتمع..وعلى ذلك فهي إلى حد كبير خبرة تعليمية تربوية.إن الناس يتقبلون المسؤولية لجعل العالم مكانا أفضل للمعيشة.
إن قرار طوكيو يطلب أن يكون الكشافون جزءا من هذه العملية.ولكن قدرة مجتمع على حل مشاكله الخاصة يعتمد جزئيا على موارد من خارج هذا المجتمع وبعيدا عن متناول أعضائه.فمثلا فرص التعيين في وظائف كثير من القرى يعتمد إلى حد كبير على الأولوية التي تعطى للزراعة من قبل الحكومة والمبلغ الذي يتقضاه مزارع ثمنا لمحصوله من الموز.وربما يكون الثمن أغلى في دولة أخرى…
مهما كان الحال.فان إسهاماتهم مطلوبة ويتوقف نوع الإسهام على ظروفهم وإمكانياتهم وقدراتهم..وبالممارسة – ككشافين- في عملية التنمية سواء محليا أو دوليا فإنهم يعطون انطباعا عن الحركة الكشفية بطرق ثلاثة:-
1- إنهم يشاركون في خبرات تربوية بتحملهم المسؤولية وتعلمهم عن طريق العمل..
2- إنهم يقدمون خدمات لها معناها..وهم إذ يفعلون ذلك يساعدون أنفسهم ويساعدون الآخرين في التغلب على مشكلة معينة..
3- إنهم يشاركون في بناء مجتمعهم مشاركة كاملة بالمفهوم الحقيقي للمواطنة الصالحة..
وعلى ذلك فان المشاركة في التنمية هي تطور في الكشفية التقليدية:
- من التربية العملية داخل صالة أو مخيم إلى التربية العملية داخل مجتمع.
- من تقديم خدمات للآخرين إلى تقديم خدمات مع الآخرين.
- من التعلم ليصبحوا مواطنين صالحين للغد إلى ممارسة المواطنة الصالحة اليوم.
لا يستطيع احد أن يتجاهل ما يتضمنه قرار طوكيو في الوقت الذي يبقى فيه مخلصا للحركة الكشفية – فالتنمية لابد أن تكون جزءا متكاملا في جميع البرامج الكشفية..